مدخل
انتهى النظام الشوري بنهاية الخلافة الراشدة، وبدأت خلافة غير راشدة ونظام سلطوي للدولة، عودة إلى مراهقة بعد رشد، وإلى جاهلية بعد تنوير، وتنابز بالأسماء والألقاب بعد أخوة في الدين، فعمت العصبية والنعرات، وعاد الدين غريبا كما بدأ، هبوط بعد صعود، وترقب بعد شهود، فاستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير.
دخل الإسلام في غار الثور كيوم هجرته الأولى، والأعداء على أقدامه يترقبون الفرصة للقضاء عليه، والصحب في طريقهم إلى دار الهجرة في مسيرة متواصلة عاضين على الملة السمحاء بالنواجذ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.
بعد استشهاد علي (رض) بقي حدا سيف ذي الفقار سبطي الرسول(ص) فانتهت الخلافة بتنازل الحسن بن علي رضي الله عنهما عن الحكم، حقنا للدماء، ليستتيب الأمر لمعاوية بن أبي سفيان، فاقتبس من البيزنطيين الرومان نظام الاستيلاء على الحكم وتوريثه، فجعل ابنه وليا للعهد، ولما وقف الحسين بن علي رضي الله عنهما في وجهه، فأنتهى به الأمر إلى الاستشهاد في واقعة كربلاء، وتواصل الليل الحالك، ثم عمت الفتنة في دور وتسلسل بين خمود واشتعال، كما بدأت الدولة الأموية تتآكل من الداخل بعد يزيد، ليحل محله البيت المرواني، وقام العباسيون بانقلاب لإقامة نظام نظير له، فتعددت الكيانات في إطار طور مراهقة سياسية.
تخلل النظامين قيام دويلات ومماليك، انفصالية وكانت من أهمها الدولة الفاطمية في أفريقيا والشام والحجاز، وغزو خارجي منغولي وصليبي.
ثم قام العثمانيون الأتراك ليملأوا العالم في القارات الثلاث آسيا وأروبا وأفريقيا، لغاية العقد الرابع من القرن الرابع عشر الهجري، العقد الثالث من القرن العشرين الميلادي، وكان هو الآخر ملكا عضوضا ووراثيا.
حكم بني أمية وبني العباس عودة لذي بدء
بعد نهاية نظام الخلافة الراشدة، بدأت مرحلة ملك عضوض وقيام نظام الدولة حيث دخل الملوك القرى، لتستمر الفتنة بين الأطياف وتنشط النعرة المذهبية، فكلما مرت أمة لعنت أختها، فصار الوازع لتولي القيادة في المكيدة والمراوغة السياسية، فجاء معاوية بن أبي سفيان بسياسة( الشعرة)، فبدأ عنيدا في تمسكه بمنصبه في ولايته لبلاد الشام رغم عزله من طرف الخليفة، مبررا ذلك بمطالبة الأخذ بالثأر لابن عمه، ثم الخداع والمكر عند التحكيم، وبعد استشهاد الخليفة علي بن أبي طالب( رض) بايع أهل العراق ابنه الحسن على الخلافة، فيما بايع أهل الشام بدورهم معاوية بن أبي سفيان، وهُنا حشد معاوية جيوشه وسار إلى الحسن، غير أن الحسن رفضَ القتال، وراسل معاوية، وتنازل عن الخلافة لمعاوية، وسُمّي ذلك العام بعام الجماعة، وجد معاوية الفرصة سانحة ليتربع على كرسي الحكم، وكان قد تعهد بتولية الحسن الحكم بعده، ثم عين ابنه يزيدا خليفة بعده، ثم جاءت مبايعة الحسين السبط لتنتهي إلى مواجهة استشهد فيها في واقعة كربلاء، فكانت منعطفا جديدا في تاريخ مسيرة الأمة .
انتشرت الاضطرابات في بداية عهد معاوية بن أبي سفيان، حيث واجه الخوارج، فقاتلهم بشدة، وبحلول عام خمسة وأربعين هـجرية، توصل إلى إخماد حركاتهم فهدأت المواجهات داخل الدولة، وظلَّ الوضع على تلك الحالة حتى وفاته في شهر رجب سنة ستين هـجرية (شهر أبريل سنة 680 م)، وكان معاوية قد نصب ابنه يزيدا منذ سنة خمسين هـجرية، وليَّا للعهد.
شهد عهد الدولة الأموية ثورات وفتناً كثيرة، وكان قوادها إما شيعة أو خوارج، ومن أبرزها ثورة الحسين بن علي على يزيد بن معاوية، عندما حاول الحسين استرجاع النظام الشوري، فانتهت باستشهاده.
قامت بعدها حركات شيعية عدة لأخذ الثأر، منها التوابون وحركة المختار الثقفي، وتم قمعهما، وكانت الأزمات بين الخمود والاشتعال.
سقطت الدولة الأموية على يد القائلين بأحقية آل البيت عامتهم بِالخلافة، بعد فشل ثورات القائلين بأحقية سلالة علي بن أبي طالب حصرا، فتحولت الدعوة إلى سلالة العباس بن عبد المطلب عم النبي(ص) بالخلافة.
تطورت الحركة العباسية تدريجيًا والتزمت الهدوء طوال عهود القوة الأموية واستغلت ضعف الحالة الاقتصادية لتفجير معارضتها؛ كما استغل العباسيون التفرقة القومية والطبقية التي كان يمارسها الأمويون بين العرب والعجم في الوظائف والضرائب، فكونوا بذلك قاعدة شعبية عريضة لدى غير العرب خصوصًا في أوساط فلاحي الريف وعمال المدن الفقراء.
قام أبو مسلم الخراساني بإعلان قيام الدولة العباسية في خراسان وحارب نصر بن سيار الوالي الأموي فيها وانتصر عليه، ثم احتلّ مدينة مرو حيث تواصلت المواجهات لتنتهي بانتصارات زعيم الحركة العباسية في الكوفة ثم التقدم نحو الشام حيث طاردوا فلول الجيش الأموي وقتلوا الخليفة مروان بن محمد في معركة بوصيري، وباستيلائهم على مصر فيما بعد دانت لهم سائر الأمصار التي كانت تابعة للأمويين وتأسست الدولة العباسية، ثاني كيان في مراحل الملك العضوض.
تعاقب الأنظمة وتواصل الفتوحات
اتسعت الفتوحات بعامل الدين الذي تنطلق منه الأنظمة فكانت الشعوب المختلفة تتلقفه بسهولة وتتعامل معه بحب وإخلاص بناء على ما للدين الإسلامي من مبادئ وتعاليم وأحكام وبانتشار الحركة العلمية والأدبية التي جذبت الأنظار إلى الإسلام وفتحت الطموحات لمختلف الشعوب، انساقت الأمم نحو الملة السمحاء مع الرجاء والأمل في رؤيتها تتجسد يوما ما على أرض الواقع فكانت دولة بني أمية 41 هـ إلى 132 هـ 662م750 م)، هي أولى دولة في تاريخ الإسلام، حيث جاءت بعد الخلافة الراشدة كواحدة من أكبر الدول في التاريخ، وكانت عاصمها في مدينة دمشق.
بلغت الدولة الأموية ذروة اتساعها في عهد الخليفة العاشر هشام بن عبد الملك، إذ امتدت حدودها من أطراف الصين شرقاً حتى جنوب فرنسا غرباً، وتمكنت من فتح أفريقيا والأندلس والسند وما وراء النهر.
كان من أبرز التغييرات على الصَّعيد السياسيّ في عهد معاوية بن أبي سفيان، أنه نقلَ عاصمة الدولة من الكوفة إلى دمشق(بعد أن كان علي قد نقلها من المدينة إلى الكوفة)، كما شهدت الدولة في عهده فترة من الاستقرار والرخاء، ومُتابعة الفتوحات بعد توقف طويل. وقد ألغى معاوية في عهده نظام الشورى، وكان قد أنشأ نظاماً للشرطة لحمايته الخاصة بحراس يُعيِّنهم بنفسه، كما طوَّر ديوان البريد وديوان الخاتم.
استطاع العباسيون أن يزيحوا بني أمية من موقعهم وينفردوا بالخلافة، وقد قضوا على تلك السلالة الحاكمة وطاردوا أبناءها حتى قضوا على أغلبهم ولم ينج منهم إلا من لجأ إلى الأندلس، وكان من ضمنهم عبد الرحمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان.
اعتمد العباسيون في تأسيس دولتهم على الفرس الغاضبين على الأمويين لاستبعادهم من مناصب الدولة والمراكز الكبرى، واحتفاظ العرب بها، كما استمال العباسيون الشيعة للمساعدة على زعزعة كيانات الدولة الأموية.
نقل العباسيون عاصمة الدولة، من دمشق إلى الكوفة ثم الأنبار قبل تشييدهم مدينة بغداد لتكون عاصمة لهم، والتي ازدهرت طيلة ثلاثة قرون من الزمن، وأصبحت من أكبر مدن العالم وأجملها، وحاضرة العلوم والفنون، ثم أخذ نجمها بالأفول مع بداية غروب شمس الدولة العباسية.
عرفت الدولة العباسية عصرها الذهبي خلال عهدي هارون الرشيد وابنه المأمون، إذ نشطت الحركة العلمية وازدهرت ترجمة كتب العلوم الإغريقية والهندية… إلى اللغة العربية على يد السريان والفرس والروم من أهالي الدولة العباسية، وعمل المسلمون على تطوير تلك العلوم وابتكروا عدة اختراعات، كما ازدهرت الفلسفة الإسلامية واكتمل تدوين المذاهب الفقهية الكبرى: الحنفية المالكية الشافعية الحنبلية عند أهل السنة، والجعفرية والزيدية عند الشيعة، وبرز الكثير من الأعمال الأدبية والفنية مثل كتاب ألف ليلة وليلة وغيره، وساهم غير المسلمين من المسيحيين واليهود والصابئة في هذه النهضة الحضارية، وبرز منهم علماء وأدباء وفلاسفة كبار.
تنوّعت الأسباب التي أدّت لانهيار الدولة العباسية، ومن أبرزها: بروز حركات قومية شعوبية وأخرى عقائدية متباينة، وقد أدّت النزعة الشعوبية إلى تفضيل الشعوب غير العربية على العرب، وقام جدل ومشادات بين طرفيّ النزاع، وانتصر كل لفريقه.
إلى جانب المشادات السياسية، انتشرت مذاهب وفرق عقائدية متعددة عارضت الحكم العبّاسي، وكان بؤر الجدل يصب في القيادة بين خلافة وإمامة، فكانت لكل جماعة معاييرها وشعاراتها وأساليبها في الدعوة مع تقوقعية وتزمت في الموقف.
تحولت هذه الجماعات إلى طوائف وفرق متناحرة، فتوسعت الفجوة واتسع الخلاف وتصدعت الوحدة العقائدية التي هي أساس البنية السياسية.
ومن العوامل الداخلية التي أدت إلى انهيار الدولة العباسية، انتشار الحركات الانفصالية، بعامل اتساع رقعة الدولة العبّاسية، وكون العاصمة نائية عن أجزاء الدولة المترامية الأطراف، مع صعوبة وسائل النقل في ذلك العهد، مما جعل بعض الولاة يتجاوزون سلطاتهم ويستقلون بشؤون ولاياتهم دون أن يخشوا مواقف رادعة، قادمة من عاصمة الخلافة للحد من تصرفاتهم.
ومن أبرز الحركات الانفصالية عن الدولة العباسية: حركة الأدارسة وحركة الأغالبة، والحركة الفاطمية.
انتهى الحكم العباسي في بغداد سنة1258م عند غزو هولاكو خان التتاري بغداد وحرق المدينة وقتل أغلب سكانها بمن فيهم الخليفة وأبناؤه ونهب كنوزها الوافرة.
انتقل من نجا من الموت من بني العباس إلى القاهرة بعد تدمير بغداد، حيث أقاموا فيها مركز الخلافة سنة 1261م، و كان الخليفة قد أصبح مجرد رمز لوحدة الدولة ومظلة إسلامية، أما على أرض الواقع فإن السلاطين والمماليك من بين المصريين كانوا هم الحكّام الفعليون للدولة.
استمرت الخلافة العباسية قائمة حتى سنة 1519م عندما اجتاحت الجيوش العثمانية بلاد الشام ومصر وفتحت مدنها وقلاعها، فتنازل آخر الخلفاء عن لقبه لسلطان آل عثمان، سليم الأول، فأصبح العثمانيون خلفاء المسلمين، ونقلوا مركز العاصمة من القاهرة إلى القسطنطينية.
عرفت الدولة العثمانية بأسماء عديدة منها “الدولة العليّة” أو “الدولة العليّة العثمانية“، أو “الدولة العصملية“، أو” الإمبراطورية العثمانية ” أو “السلطنة العثمانية“، أو “دولة آل عثمان“.
وهي إمبراطورية إسلامية أسسها عثمان الأول بن (أرط غلو)، واستمرت قائمة لمدة قرون، وبالتحديد من 1299 حتى1923.
نشأت الدولة العُثمانيَّة كإمارة حُدودية تُركمانيَّة تعمل في خدمة سلاجقة الروم وترد الغارات البيزنطيَّة عن ديار الإسلام، وبعد سُقُوط السلطنة استقلَّت الإمارات التُركمانيَّة التابعة لها، بما فيها الإمارة العُثمانيَّة، التي قُدِّر لها أن تبتلع سائر الإمارات بِمُرور الزمن.
عبر العُثمانيُّون إلى أوروبا الشرقية سنة 1354م، وخلال السنوات اللاحقة تمكَّن العُثمانيُّون من فتح أغلب البلاد البلقانيَّة، فتحوَّلت إمارتهم الصغيرة إلى دولة كبيرة، وكانت أوَّل دولةٍ إسلاميَّة تتخذ لها موطئ قدم في البلقان، كما قُدِّر لِلعُثمانيين أن يُسقطوا الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة بعد أن عاشت أحد عشر قرنًا ونيفًا، وذلك تحت قيادة السلطان محمد الفاتح.
بلغت الدولة العثمانية ذروة مجدها وقوتها خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، فامتدت أراضيها لتشمل أنحاء واسعة من قارات العالم القديم الثلاثة: أروبا وآسيا وأفريقيا، حيث خضعت لها كامل آسيا الصغرى وأجزاء كبيرة من جنوب وشرق أروبا وغرب آسيا وشمال أفريقيا، ووصل عدد الولايات العثمانية إلى تسع وعشرين ولاية، وكان للدولة سيادة اسمية على عدد من الدول والإمارات المجاورة في أروبا، التي أضحى بعضها يُشكل جزء فعليًا من الدولة مع مرور الزمن، بينما حصل بعضها الآخر على نوع من الاستقلال الذاتي وعندما ضمَّ العُثمانيُّون الشام ومصر والحجاز سنة 1517م، وأسقطوا الدولة المملوكية بعد أن شاخت وتراجعت قوتها، بتنازل آخر الخلفاء العباسيين المُقيم في القاهرة محمد المتوكل على الله عن الخلافة لِلسُلطان سليم الأول، ليصبح سلاطين آل عُثمان خُلفاء المُسلمين.
أضحت الدولة العثمانية في عهد السلطان سليمان الأول ” القانوني” قوّة عظمى من الناحيتين السياسية والعسكرية، وأصبحت عاصمتها القسطنطينية فكانت همزة وصل بين العالمين الأوروبي المسيحي والشرقي الإسلامي، كما كان لها سيطرة مُطلقة على البحار: المتوسط والأحمر والأسود والعربي بالإضافة للمحيط الهندي.
في بداية 1740م أخذت الدولة العُثمانيَّة تتراجع وتتخلَّف عن ركب الحضارة، وعاشت فترةً طويلةً من الخمود والركود الثقافي والحضاري فيما أخذ خصومها يتفوقون عليها عسكريًا وعلميًّا، وفي مُقدمتهم مملكة هابسبورغ النمساوية والإمبراطورية الروسية.
عانت الدولة العثمانية من خسائر عسكرية قاتلة على يد خصومها الأوروبيين والروس خلال أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، وتغلغلت القوى الأوروبية في البلاد العثمانية وتدخلت في شؤون الدولة وفرض بعضها الحماية على الأقليات الدينية، مما أدى إلى ازدياد سوء الأوضاع.
دفعت هذه الحالة السلاطين العُثمانيين ليحاولوا إغاثة السلطنة مما آلت إليه، فانطلقت التنظيمات التي طالت الجيش والإدارة والتعليم وجوانب الحياة، فأُلبست الدولة حُلَّةً مُعاصرة، وتماسكت وأصبحت أكثر قُوَّةً وتنظيمًا من ذي قبل، رغم أنَّها لم تسترجع البلاد التي خسرتها لصالح الغرب وروسيا، بل خسرت مزيدًا منها، وخصوصًا في البلقان.
تحول نظام الحكم في الدولة العثمانية من الملكي المطلق إلى الملكي الدستوري في بدايات عهد السلطان عبد الحميد الثاني، بعد أن افتتح المجلس العمومي وتمثلت فيه كل الولايات عن طريق نوابٍ مُنتخبين، ووضع هؤلاء دستورًا للدولة، لكن ما لبث السُلطان أن عطل العمل بالدستور لأسبابٍ مُختلفة، فعادت البلاد إلى النظام الملكي المُطلق البائد منذ ثلاث وثلاثين سنة خلت، عُرفت باسم “العهد الحميدي” الذي تميز بكونه آخر عهد سُلطان فعلي فمن جاءوا بعده كانوا مُجردين من السلطة السياسية.
تميز العهد الحميدي بتوسع نطاق المؤسسات التعليمية في الدولة، وازدياد الانفتاح على الغرب، كما برزت فيه المطامع الصهيونية بأرض فلسطين، وظهرت الأزمة الأرمنية، وأُعيد العمل بالدستور العُثماني سنة 1908م وسيطر حزب الاتحاد والترقي على أغلب مقاعد البرلمان، فعادت السلطنة للنظام الملكي الدستوري وبقيت كذلك حتى انهارت بعد عشر سنوات.
شاركت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى إلى جانب الإمبراطورية الألمانية في محاولة لكسر عزلتها السياسية المفروضة عليها من قبل الدول الأوروبية مُنذ العهد الحميدي، وعلى الرغم من تمكنها من الصُمُود على عدَّة جبهات إلَّا أنها عانت من الثورات الداخليَّة التي أشعلتها الحركات القوميَّة في الداخل العُثماني، ردًا على عنصريَّة حزب الاتحاد والترقي من جهة، وبسبب التحريض الأجنبي من جهةٍ أُخرى.
وفي نهاية المطاف لم تتمكن السلطنة من الصُمود أمام القوى العظمى، فاستسلمت للحلفاء سنة 1918م.
انتهت الدولة العثمانية بصفتها السياسية بحلول عام 1923 فلم يبق منها إلا الجمهورية التركية الحالية .
كما أدَّى سقوط الدولة العُثمانيَّة إلى ولادة مُعظم الدُول المُعاصرة في الشرق الأوسط، بعد أن اقتسمت المملكة المتحدة وفرنسا التركة العُثمانيَّة في العراق والشام، وكانت قد انتزعت منها سابقًا مصر وبلاد المغرب.
هنا تقف الأمة مجتمعة كالبنيان المرصوص حول الكتاب والسنة، تنتظر مجددا؟ فمتى نصر الله؟
سيدي الأمين نياس رئيس مؤسسة والفجر الإعلامية دكار سنغال
يتابع… الجمعة القادمة تتح عنوان: تحديات الأسلمة تجاه الغزو الاستعماري والعولمة